كيف تجعل من طفلك قائداً؟ التعليم من خلال اللعب
التعلم عن طريق اللعب: كيف تجعل من طفلك قائداً؟ كاتب تعلم, تعليم انسخ الرابط 19 مشاركة شارك المقال غرّد المقال بقلم: نور أحمد محمود يبذل الآباء والأمهات جهداً عظيمًا في تربية أبنائهم تربية صحيحة وإكسابهم الخبرات الحياتية المختلفة، ولكن أحيانًا قد ينشغل الآباء في السنين الأولى من حياة أبنائهم بالتركيز على تعليمهم القراءة والكتابة والنطق السليم، و يولون اهتمامًا أقل لتعليمهم بعض المهارات الاجتماعية والسلوكية مثل كيفية التصرف في المواقف المختلفة وتشجيعهم على إبداء الآراء، وتكوين شخصياتهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم.
كيف تتناول المناهج الأوروبية فن القيادة للأطفال منذ الصغر؟
تهتم المجتمعات الغربية الآن بصنع كوادر بشرية قادرة على تولي القيادة منذ الصغر، ونجد خير مثال على ذلك، اتجاههم إلى استخدام مناهج دراسية معينة في السنين الأولى من حياه الطفل تخاطب تطوره العقلي والاجتماعي وتغرس فيه سلوكيات إيجابية منذ الصغر مثل القدرة على الابتكار وحل المشكلات، فتجد الطفل ذو الخمس سنوات من عمره قادر على انجاز مهام نتعلمها نحن في مجتماعاتنا عند سن أكبر بكثير، فمثلا يتم تدريب الطفل على كيفية التصرف في مواقف الطوارئ وكيفية الإتصال برقم الطوارئ وابلاغ الشرطة اذا حدث له أي مكروه. ويشار إلى هذه المناهج في بريطانيا على سبيل المثال بمناهج EYFS أي مرحلة التأسيس في السنوات الأولى وهو منهج تلتزم به كافة المدارس والحضانات قانونًا هناك.
كيف يمكنني أن أشجع طفلي على أن يكون قائداً؟
يمكن للآباء تنمية قدرات أطفالهم على التفكير الإيجابي وتعلم فن القيادة منذ الصغر عن طريق ممارسة بعض الأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية حيث تعد هذه الأنشطة واحدة من أبسط وأفضل الوسائل التعليمية التي تُستخدم لتعليم الطفل السلوكيات الإيجابية في سن صغيرة ويتم الاعتماد عليها بشكل واسع في المناهج التعليمية البريطانية والأمريكية.
إليكم بعضاً من هذه الأنشطة التي قمنا بجمعها من المنهج البريطاني
-
تعليم الطفل الصبر
يعتبر الصبر من أهم صفات القادة الناجحون، وتتشكل هذه الصفة في الطفل منذ الصغر وتكبر معه لتبقى سمة من سمات شخصيته في الكبر. يُعلم الصبر الإنسان الطموح والإصرار ويشجعه على أن يصبح مستمعًا جيدا لغيره. يمكن غرس هذه الصفة في الطفل عن طريق استخدام ألعاب تحتاج إلى انتظار وتدقيق وتفكير من الطفل، يعتبر الصيد من افضل الأنشطة المستخدمة لتعلم الصبر ولكن نظراً لعدم قدرة الجميع على ممارسته، يمكن استخدام ألعاب تعليمية بديلة متوفرة على شبكة الانترنت، حيث نشر موقع توينكل التعليمي البريطاني لتعليم الطفل التريث والتفكير قبل اتخاذ الخطوات، بالإضافة إلى لعبة اخرى وهي البحث عن الكلمات لحث الطفل على التفكير.
-
تشجيع الطفل على الإبداع والابتكار
يحث التفكير الإبداعي الطفل على استخدام عقله وتمرين عضلة مخه على المرونة والابتكار. يمكن استخدام الألعاب التي تعطي الطفل مساحة من التفكير والإبداع مثل الألعاب الفنية والأنشطة اليدوية، فيمكن استخدام نشاط مزهرية من الورق. حيث يقوم الطفل بدور الصانع المبتكر خلال هذه اللعبة.
-
تهيئة الطفل للتعامل مع الفشل
قد يصعب على الآباء تهيئة أطفالهم للتعامل مع الفشل، دائما ما يريد أن يرى الآباء أطفالهم في حالة من النجاح المستمر، ولكن أثبتت الدراسات أن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفشل في الصغر يُؤثر بنسبة كبيرة على شخصياتهم في الكبر، حيث نشر موقع سيكولوجيكال ساينس دراسة تؤكد على أن تعامل الطفل مع الفشل في الصغر يعتبر مؤشر مباشر لمستوى نموه وذكائه فيما بعد. حيث يكون الطفل الأكثر استعداداً للتعامل مع الفشل أكثر اصراراً و تحدياً من غيره.
-
تعليم الطفل مبادئ المسؤولية المالية
قد يكون هذا الأمر مفاجئ لبعض الآباء، هل يستطيع الطفل استيعاب المسؤوليات المالية خلال السنين الأولى من عمره؟ الإجابة: نعم، يستطيع الطفل اجراء بعض الحسابات البسيطة مثل اعطاءه مصروفاً معيناً و إسناد مهمة تقسيم هذا المصروف عليه لإنجاز بعض الأنشطة.
قام موقع توينكل التعليمي بنشر نشاطاً يتم استخدامه في منهج التعليم البريطاني بشكل واسع لتشجيع الطفل على تولي القيادة، حيث يقوم الطفل باستخدام النشاط عن طريق اعطاء الطفل مبلغ مالي تخيلي وطلب تقسيمه على أنشطة العطلة المختلفة. هناك مثال أخر لنشاط يناسب الأطفال الأصغر سناً، حيث يمكن اسناد مهمة للطفل عن طريق طباعة أوراق النشاط وإعطائها للطفل ليقوم بملأها بإحتياجات المنزل.
-
تعليم الطفل أن يكون مبادراً
تعد المبادرة من أهم صفات القائد، حيث يُقدم دائماً على حل الأزمات وتقديم الحلول والمساعدات. يمكنك غرس هذه الصفات في طفلك بأن تكون قدوة لهم. بادر دائماً بإماطة الأذى عن الطريق ومساعدة الضعاف والمحتاجين وإيجاد حلول للأزمات بدلاً من الشكوى، عندما يراك طفلك تفعل ذلك سيتعلم هذا السلوك حتماً.
-
تعليم الطفل تحمل المسؤولية
عوّد طفلك دائماً على تحمل مسئولية أفعاله واختياراته، فمثلاً يقوم بعض الآباء بتشجيع أطفالهم على تطبيق روتين يتضمن بعض المهام مثل تنظيف الفراش، وترتيب مكتبه، وتعليق ملابسه وغيرها من الأنشطة التي من شأنها أن تعود الطفل على تولي المسئولية. لتشجيع الطفل على تنظيم مهامه اليومية، فكلما انجز مهمة، يضع بجانبها إشاره تشجيعية.
-
تعليم الطفل فن الحوار
اعط لطفلك المساحة للتعبير عن نفسه، حاول الاستماع له دائماً وهو يتحدث واعطه الفرصة الكافية للتحدث دون مقاطعته. دعه يعبر عن مشاعره واترك له الفرصة ليحدد اختياراته مثل الأشياء التي يحبها والأشياء التي لا يحبها، علّمه ان يعبر عن نفسه اذا كان لا يرغب في الإنضمام للعبة معينة على سبيل المثال، او أن يُقدم على تقديم اقتراحات بديلة للمجموعة.
الخاتمة
ختاماً، يمكننا القول بأنه من الممكن أن يصبح التعليم ممتع ومفيد في نفس الوقت، خاصة لصغار السن، حيث أن السيطرة على تركيزهم يعتبر أمرا صعباً للغاية، لذلك لا مانع من البحث عن أنشطة مبتكرة يحبها الطفل ويتفاعل معها ويتعلم منها، لتغرس به سلوكيات إيجابية تدوم معه للأبد وتشجعه على إكتساب صفات تجعله شخصاً افضل في المستقبل.