هل ما فعلته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر "مغامرة غير محسوبة"، هل قدرت ردت فعل عدوها؟!
بقلم: أدهم ابو سلمية
هل ما فعلته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر "مغامرة غير محسوبة"، هل قدرت ردت فعل عدوها؟!
سؤال تردده أبواق صهيوعربية بشكل يومي لتحقيق هدفين..
1- إظهار المقاومة وكأنها فعل مراهق لا يجلب إلا الخراب..
2- التغطية على الحقيقة الساطعة بالخذلان والتواطؤ..
دعوني اليوم أخبركم..
والله ما كانت مغامرة غير محسوبة، وكانت تعرف المقاومة جيداً قدرات عدوها المجرم، فما ترونه اليوم عاشه آبائنا منذ 75 عام ونعيشه نحن حصاراً وحرباً منذ 17 عام أيضاً..
لقد أعدت المقاومة واستعدت منذ سنوات طوال وقدمت في سبيل ذلك تضحيات عظيمة، حفرت الأرض بأظافر خيرة شبابها حتى تجاوزت شبكة أنفاقها الدفاعية نحو 500 كيلو متر، صنعة سلاحها تحت الحصار من الرصاصة حتى الطائرة المسيرة مروراً بالياسين والصواريخ وغيرها الكثير، صُنعت بإرادة فلسطينية عز نظيرها..
لقد أعدت المقاومة وشعبنا الرجال ففي غزة نحو 100 الف حافظ وحافظة للقرآن الكريم..
ثم بعد أن أخذت بأمر ربها في الإعداد والاستعداد انتقلت مجتهدةً بأمر الله لرد عدو صائل معتدي فدخلت عليه مستعينةً بقوة الله، فكان السابع من أكتوبر فتحاً عظيماً وكان يمكن أن يكون أعظم لو كانت الأمة في اعدادها واستعدادها لدفاع عن مسرى رسولها كما كانت المقاومة الفلسطينية..
نعم؛ لم تكن مغامرة، لكننا لم نكن نتوقع هذا الخذلان العظيم والانبطاح الكبير، لم نكن نتوقع أن نُطعن كل صباح ممن يزعمون أنهم أشقاء لنا..
نعم؛ لم تكن مغامرة، بل كانت جهاداً في سبيل الله، توقعنا بروز أهل النفاق فيه، لكننا لم نتوقع أن يتجاوز دورهم الخذلان لدعم العدو بطريق برية من الإمارات للكيان الصهيوني..
لم نكن نتوقع أن يخنقنا النظام المصري ويبتز شعبنا كما يفعل اليوم في أعظم صورة..
لم نكن نتوقع هذا الموقف التركي الهزيل والمرتبك والمتخبط..
لم نكن نتوقع هذا الصمت الإسلامي وغياب عواصم الملوك والأمراء والزعامات التي شاهدنا عجزها وضعفها وقلة حيلتها، على عكس ما نراه منها حين تواجه شعوبها..
لم نكن نتوقع أن جماعة "محور المقاومة" سيكون فعلهم بهذا المستوى الذي لا يرقى لحجم الطوفان حقاً..
المقاومة لم تغامر، المقاومة وجدت لتدافع عن شعبنا فنحن ضحايا ظلم احتلال مجرم مدعوم من عالم قذر، المقاومة تعمل لوقف الظلم عنها وهذا الطبيعي عرفاً وشرعاً وما عدا ذلك هو غير الطبيعي..
مع مقاومتنا حتى النصر والحرية والتحرير