خطة حماس لهزيمة إسرائيل ؟ الجزء الثاني
بقلم: أحمد منصور
عاشراً: حماس حتى الآن لم تُخرج كل ما في جعبتها من أسلحة ومفاجآت وقد وعدت نتنياهو أن تركعه وسوف تفعل، وهي تدير المعركة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً بنجاح مبهر واقتدار مدمر للكيان الإسرائيلي، وإذا كانت إسرائيل تدك غزة -ليل نهار- بكل قنابل أمريكا العملاقة وصورايخها الفتاكة منذ شهر، وأكثر من ١٠٠ ألف جندي إسرائيلي يقفون على تخومها بمدرعاتهم عاجزين منذ خمسة أيام عن التقدم شبراً واحداً، فكم من الوقت يحتاجون حتى يتمكنوا من الدخول إلى قلب غزة، في ظل المقاومة الشرسة التي يتعرضون لها والخسائر البشرية والمادية التي تقع فيهم؟.
حادي عشر: حماس تراهن علي أن النصر صبر ساعة وهم يحققون مكاسب كبيرة في الميدان، والحروب صراع إرادات وصبر الإسرائيليين بدأ بالفعل ينفذ، وهم يعيشون أزمة داخلية عميقة فنتنياهو يصارع وزرائه والشعب يطالب باستقالته ووزير المالية يتحدث عن خسائر غير مسبوقة والجيش الإسرائيلي منهك يركض في شوارع الضفة، ويقتل جنوده في غزة، وشعب إسرائيل يعيش في الملاجئ منذ شهر والحياة كلها معطلة وشعوب العالم تحتج في الشوارع ضد إسرائيل ولم تعد تكره إسرائيل وحدها بل تكره اليهود أيضاً، والقضية الفلسطينية وحماس تكسب كل يوم أرضاً جديدة، وفضائح المنافقين العرب تزداد يوماً بعد يوم. كل شيء -حقيقةً- يتغير هذه المرة .
أخيراً: حماس درست جيداً حرب المدن، فمعركة الفلوجة استغرقت من الأمريكان بكل ما أوتوا من قوة أكثر من ثمانية أشهر، ومعركة الموصل تسعة أشهر، وهناك حروب مدن أخرى استغرقت سنوات، لكن في غزة إسرائيل تقاتل أشباح لا تعرف من أين يخرج مقاتل حماس ولا كيف تواجهه، فأنفاق حماس تزيد عن خمسمائة كيلو متر داخل غزة، وقد أعدوا للجنود الإسرائيليين فيها ما لم يتوقعوه. فإن قرر الإسرائيليون إطالة أمد الحرب فحماس مستعدة وهم الخاسرون .
الحرب لاشك مؤلمة وموجعة وغير متكافئة والخسائر فادحة لكن الإيمان حينما يملأ القلب واليقين حينما يغشي النفس، يحول هذا إلى برداً وسلاماً تجدوه في وجوه وكلام أهل غزة.
إن قراءة القرآن في هذه الأيام تحديداً والتأمل في آياته كفيلة بأن تنقل لنا الإحساس بتلك الروح الجميلة التي يعيش فيها المقاتل والمرابط والمبتلي في سبيل الله من أهل غزة. إن المعركة لاتزال قائمة ونصر الله يلوح في الأفق، وثقوا بأن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا