الطاقة السلبية كيف تتخلص منها؟
تحتل الطاقة السلبية الكثير من الأشخاص لاسيما بعد قضاء روتين يومي بشكل متكرر دون تغيير فيه أو ممارسة أي شيء جديد أو عند إنجاز الكثير من المهام اليومية، فيتسلل لديهم الشعور بالملل الذي يؤدي بعد ذلك إلى شعورهم بالاكتئاب وينتهي بهم الأمر إلى التوقف عن إنجاز المهام الروتينية وبالتالي ينتابهم الشعور بالإحباط إزاء حياتهم اليومية وعدم الرغبة بفعل أي شيء حتى المهام الروتينية التي اعتادوا على فعلها كل يوم، ولكن كيف يمكن التخلص من تلك المشكلة؟ بالطبع هناك طرق تساعد على تجديد الطاقة واستعادة النشاط لاستكمال إنجاز المهام اليومية، وعلى الرغم من بساطتها إلا انها تسهم بشكل كبير في التخلص من الطاقة السلبية الناتجة من الروتين اليومي.
أولاً/ تنظيم الوقت:
الكثير من الأشخاص يقوموا بخطأ فادح وهو إنجاز مهامهم دفعة واحدة دون توقف أو دون أخذ استراحة قليلة ما بين المهمة والأخرى وهذا يعمل على استنزاف طاقتهم وعدم تجديد نشاطهم وبالتالي عدم إنجاز المهام بالكفاءة المطلوبة، وهذا الأمر يجعلهم عرضة للطاقة السلبية، فالأفضل أن يقوم الشخص بتحديد المدة الزمنية المتوقعة لإنجاز المهمة المطلوبة لاسيما إن كانت المهمة كبيرة فالأفضل تقسيمها إلى مهام صغيرة ووضع فترة زمنية لإنجاز تلك المهام الصغيرة لأن تقسيم الوقت بينهم يساعد على قياس مستوى الكفاءة أثناء إنجاز تلك المهام، فالوقت المحدد لكل مهمة يعطي الشخص حس من المسؤولية والانضباط إزاء المهام الموكلة إليه بعكس إن كان الوقت غير محدد فذلك يجعل الشخص يتخاذل في إنجاز المهام ويجعله عرضة للتسويف وبالتالي يقل مستوى إنجازه، كما أن تحديد الوقت لكل مهمة يساعد في زيادة ثقة الشخص بنفسه وزيادة الحافز لإنجاز المهمة المطلوبة إن أنجز كل مهمة بالوقت المحدد لها دون تخاذل.
ثانيا/ مكافأة النفس:
هناك نوعين من مكافأة الشخص لنفسه، الأولى وهي مكافأة نفسه بين المهام اليومية الصغيرة التي يقوم بفعلها بهدف استعادة طاقته وتجديد نشاطه وتجنب الملل وتكون مدتها قصيرة مثلاً عن طريق تناول الوجبة المفضلة أو لعب اللعبة المفضلة أو أي نشاط يحتاج فترة زمنية قصيرة لفعله بهدف مواصلة العمل بنفس الكفاءة، وأما النوع الآخر من المكافئات وهو بعد إنجاز جميع تلك المهام الصغيرة أو بمعنى آخر إنجاز مهمة كبيرة أو هدف احتاج فترة زمنية طويلة لإنجازه، وهنا يكافئ الشخص نفسه مثلاً بممارسة هوايته المفضلة أو الخروج مع الأصدقاء أو أي نشاط يأخذ فترة زمنية طويلة ويهدف هذا النوع إلى الترويح عن النفس والاحتفاء بالذات وأخذ فترة نقاهة تساعد الشخص على الاستعداد مجدداً لتحقيق هدف آخر أو مهمة أخر، وأيَّاً كان نوع المكافأة التي يقدمها الشخص لنفسه، فهي ضرورية له وتساعده على زيادة الثقة بالنفس وتجديد نشاطه.
ثالثاً/ الإيجابية:
مثلما لا يجذب المغناطيس إلا برادة الحديد، فكن شخصاً لا يجذب إلا الطاقة الإيجابية، فلا تأخذ كثيراً بكلام المحبطين حولك والذين يسعون إلى استنزاف طاقتك حتى تتخلى عن تحقيق أهدافك بشكل عام أو إنجاز مهامك اليومية بشكل خاص، والطاقة الإيجابية تساعد الشخص على استمرار العمل من أجل إنجاز المهام اليومية وبدونها سيتخاذل الشخص بمجرد أن يواجه أي مشكلة أثناء إنجازه للمهام، فاحرص أن تشحن ذاتك بالطاقة الايجابية التي تساعدك على تقبُّل العثرات التي تواجهك أثناء إنجاز المهام فتقوم بمعالجة الخلل بدلاً من التوقف والتخلي عن المهمة، والأشخاص الايجابيين مصدر لتلك الطاقة فتقرب منهم وشاركهم مهامك التي تقوم بها فمشاركة المهام مع الإيجابيين يساعد على زيادة الحافز لإنجاز المهام وزيادة مستوى الكفاءة في إنجازها، وبالمقابل ابتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يضعوا لك العوائق لتتخلى عن إنجاز مهامك الروتينية، بالإضافة إلى ذلك، التفكير الإيجابي له دور مهم في التخلص من الطاقة السلبية، وبالتالي فإن نظرت للظروف من حولك بطريقة إيجابية فإن ذلك يؤثر إيجابياً على مستوى إنجازك، فالأفكار والمشاعر الإيجابية تنعكس على تصرفات الشخص وأفعاله.
رابعاً/ ممارسة الرياضة:
التمارين الرياضية لها دور كبير في التخلص من الطاقة السلبية الناتجة من الروتين اليومي كالمشي وتمارين الاسترخاء، فهي تشحن الذات بالطاقة الإيجابية وتساعد على صفاء الذهن والشعور بالحيوية والنشاط وبالتالي تمنع الشخص من الشعور بالكسل والخمول الذي يؤدي للإخفاق بإنجاز المهام اليومية، بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة الرياضة بشكل عام يفيد الجسم من الناحية الجسدية فتعطي للشخص طاقة ونشاط لاستكمال الروتين اليومي، وأبسط أنواع الرياضة هي رياضة المشي، والمشي نصف ساعة على الأقل له دور كبير في التخلص من الطاقة السلبية الناتجة من الروتين اليومي الممل.
خامساً/ تقبُّل الفشل:
منطقياً أن الفشل في إنجاز المهام اليومية قد يكون واحد من أسباب الشعور بالطاقة السلبية لكن تقبُّل الفشل بكل صدر رحب يساعد الشخص على التخلص من الطاقة السلبية من خلال تغيير مفاهيمه المتعلقة بالفشل، وتلك النقطة مرتبطة بالتفكير الإيجابي، فوجهة نظر الشخص تجاه الفشل تحدد إن كان هو إيجابياً أم لا، فالشخص الإيجابي عندما يفشل بإنجاز مهامه بالصورة المطلوبة، يعتبر ذلك مسار يكتسب من خلاله الخبرة وتمهيداً لتحقيق الإنجاز من خلال التعلم وإدراك نقاط الضعف وحلها في المرة القادمة وتعزيز نقاط القوة، وأما الشخص السلبي عندما يفشل، يضع اللوم على محيطه والظروف التي مرَّ بها ويعتبر الفشل نهاية الطريق وليس طريق آخر لتحقيق الإنجاز بشكل مختلف، كما أن الاستفادة من تجارب الآخرين لها دور في تقبُّل الفشل، فعندما يقرأ الشخص عن عدة أشخاص فشلوا ثم حققوا إنجازاً عظيماً بعد ذلك يجعله يستفيد من خبرتهم بالتعامل مع الفشل وكيف قاموا بمعالجة الخلل الذي حال دون تحقيقهم للإنجاز وبالتالي يساعد الشخص على تقبُّل الفشل لأنه ليس لوحده فشل وليس وحده الذي سيحاول حتى يحقق الإنجاز.
سادساً/ الواقعية:
واحدة من الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بالطاقة السلبية هي عدم ملائمة قدراته وإمكانياته للمهام التي يقوم بإنجازها فيشعر بالنقص وعدم الكفاءة وبالتالي يتوقف عن إنجاز المهام، فالأفضل أن يجعل الشخص مهامه اليومية تناسب قدراته وإمكانياته، بمعنى آخر يجعل إنجازها أمراً ممكناً من خلال استثمار إمكانياته وليس أمراً مستحيل يجعله يدخل في صراع مع قدراته وينتهي به الأمر للاستسلام، فالاعتقاد بإمكانية إنجاز المهام هو بحد ذاته يُعتبر النصف الأول من الإنجاز والنصف الثاني يعتمد على كيفية توظيف الشخص لمهاراته وقدراته في إنجاز المهام اليومية لذلك فإن النصف الثاني من الإنجاز لا يتحقق إلا بوجود النصف الأول وهو التوقع إيجابياً بتحقيق الإنجاز بمستوى الكفاءة المطلوب.
لذلك فإن الطاقة السلبية ما هي إلا نتاج التفكير السلبي المتمثل بالتصور السلبي الذي يأخذه الشخص عن ذاته وعن طبيعة المهام التي يقوم بها، وحتى يقضي الشخص على الطاقة السلبية لا بد أن يكون ايجابياً بأفكاره وبكيفية تعامله مع الظروف من حوله وواقعياً مع ذاته ومدركاً لإمكانياته التي يوظفها لإنجاز مهام تناسب تلك الإمكانيات وأن يتقبل الفشل المؤدي بعد ذلك إلى النجاح لكن بصورة مختلفة، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون على وعي وإدراك بكيفية الإدارة الجيدة للوقت لتحقيق الإنجاز خلال يومه والتي تساعده بعد ذلك على مكافئة نفسه بعد إنجاز مهامه اليومية بالشكل المطلوب حتى يجدد نشاطه لإنجاز المهام التالية.